سورة هود - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


قوله عز وجل: {وقيل يا أرض ابلعي ماءَك} جعل نزول الماء فيها بمنزلة البلع، ومعناه ابلعي الماء الذي عليك، فروى الحسن والحسين عليهما السلام أن بعض البقاع امتنع أن يبلع ماءه فصار ماؤه مراً وترابه سبخا.
{ويا سماء أقلعي} أي لا تمطري، من قولهم أقلع عن الشيء إذا تركه.
{وغيض الماء} أي نقص حتى ذهبت زيادته عن الأرض. {وَقضي الأمر} يعني بهلاك من غرق من قوم نوح.
{وَاستوت} يعني السفينة.
{على الجودي} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه جبل بالموصل، قاله الضحاك.
الثاني: أنه جبل بالجزيرة، قاله مجاهد. قال قتادة. هو بباقردى من أرض الجزيرة.
الثالث: أن الجودي اسم لكل جبل، ومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل.
سبحانه ثم سُبحاناً يعود له *** وقبلنا سبح الجوديُّ والجمد


قوله عز وجل: {ونادى نوحٌ ربه فقال رَبِّ إنَّ ابني من أهلي} وإنما قال {من أهلي} لأن الله تعالى وعده أن ينجي أهله معه.
{وإن وعدك الحق} يحتمل وجهين:
أحدهما الذي يحق فلا يخلف.
الثاني: الذي يلزم كلزوم الحق.
{وأنت أحكم الحاكمين} يعني بالحق: فاحتمل هذا من نوح أحد أمرين: إما أن يكون قبل علمه بغرق ابنه فسأل الله تعالى له النجاة، وإما أن يكون بعد علمه بغرقه فسأل الله تعالى له الرحمة.
قوله عز وجل: {قال يا نوح إنه ليس من أهلك} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه ولد على فراشه ولم يكن ابنه وكان لغيره رشدة، قاله الحسن ومجاهد.
الثاني: أنه ابن امرأته.
الثالث: أنه كان ابنه، قاله ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك. قال ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط.
وقيل إن اسمه كان كنعان، وقيل بل كان اسمه يام.
قال الحسن: وكان منافقاً ولذلك استعجل نوح أن يناديه فعلى هذا يكون في تأويل قوله تعالى {إنه ليس من أهلك} وجهان:
أحدهما: ليس من أهل دينك وولايتك، وهو قول الجمهور.
الثاني: ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك، قاله سعيد بن جبير.
{إنه عملٌ غير صالحٍ} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: أن مسألتك إياي أن أنجيه عمل غير صالح، قاله قتادة وإبراهيم وهو تأويل من قرأ عملٌ غير صالح بالتنوين.
والثاني: معناه أن ابنك الذي سألتني أن أنجيه هو عملٌ غير صالحٍ، أي أنه لغير رشدة، قاله الحسن.
والثالث: أنه عملٌ غير صالحٍ، قاله ابن عباس، وهو تأويل من لمن ينون.
{فلا تسألن ما ليس لك به علمٌ} يحتمل وجهين:
أحدهما: فيما نسبته إلى نفسك وليس منك.
الثاني: في دخوله في جملة من وعدتك بإنجائهم من أهلك وليس منهم.
{إني أعظُك أن تكون من الجاهلين} يحتمل وجهين:
أحدهما: من الجاهلين بنسبك.
الثاني: من الجاهلين بوعدي لك.
وفي قوله {إني أعظك} تأويلان:
أحدهما: معناه إني رافعك أن تكون من الجاهلين.
الثاني: معناه أني أحذرك ومنه قوله تعالى {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً} أي يحذرّكم.


قوله عز وجل: {يُرْسِلِ السماء عليكم مدراراً} فيه وجهان: أحدهما: أنه المطر في إبانه، قاله هارون التيمي.
الثاني: المطر المتتابع، قاله ابن عباس.
ويحتمل وجهين آخرين:
أحدهما: يُدرُّه عند الحاجة.
والثاني: يُدرُّ به البركة، وهو مأخوذ من درور اللبن من الضرع. {ويزدكم قوة إلى قوتكم} فيه أربعة أوجه:
أحدها: يعني شدة إلى شدتك، قاله مجاهد.
الثاني: خصباً إلى خصبكم، قاله الضحاك.
الثالث: عزاً إلى عزكم بكثرة عددكم وأموالكم، قاله علي بن عيسى. الرابع: أنه ولد الولد، قاله عكرمة. ويحتمل خامساً يزدكم قوة في إيمانكم إلى قوتكم في أبدانكم.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9